إلى ابراهيم- كتب المهندس ناصيف سقلاوي

إلى ابراهيم..

وضب حقائبه ورحل مع الريح قبل طلوع الفجر. حمل عدسته ومضى يبحث عن الجمال. حمله البحر الى حيث تستكين البحار والى حيث يقيم بحّارة صور منذ فجر التاريخ. قيل بانه ان يلتقي اليسار التي اختطفتها الالهة. قيل بانه احبّ ان يستريح. قيل بانه وجد الجمال فأقام فيه، وقد امضى حياته يبحث عنه. وقد كان اذا ما ادرك بعضا من افيائه يمسي في زهول. انتقل ابراهيم الى احضان ابراهيم حيث الكلّ

.من جمال ويتعبد للجمال

ابراهيم يا ماردا من نكات وقصص وزهور أالى اين تمضي يا صديقي؟

ابراهيم أتراك سبقتنا الى صور حيث الموج يصافح الريح والزبد الزرقة؟

.قومك يقولون بانّ ربك قد قام ونحنا نقول باننا سنقوم كلنا ايضا في يوم الديّان

.تقوم ونقوم ونلعن الموت الذي كرهته وانت كنت في كل مسيرة حجك هنا للحياة

.تمضي ويمضي الاحبا، فالرحيل حقيقية والبقاء وهم

.لكن عفوك يا موت لانّ من نحبهم لا يموتون بل يقيمون عميقا في القلب

.يقيمون في الذاكرة والوجدان دون استئذان

.يصيرون مناّ ونحن من صيرورتهم. فنمسي مزيجا من عطر احياء واموات على ضفاف الحياة

.ابراهيم يا نكهة بطعم صور وبحرها وبحارتها واخبارها لا تنتسى

.ابراهيم يا قهوة الصباح وطعمة القصص والمغامرات ووقفات الزهول امام الاحداث

.ابراهيم يا مسرحا للحياة انت قصته ومخيلتك ستاره، لن اسدل عن قصصك الستار

.ستبقى في بالي بحارا يبحث عن لقطة

.ستبقى في بالي عاشقا يبحث عن قصة

.ستبقى فيّ طعما ونكهة فريدة لمكان وزمان في عصر انتفت فيه الطعمات والنكهات لصالح كل من هو مستورد

.ستبقى ونبقى ويبقى الجمال والايام الحلوة

.لا تخف يا صديقي لانّ من يعيش في الحب لا يدركه موت

.لا تخف لانّ الهك ايضا هو اله حياة وجميعنا عشّاق حياة

.الا بلسم الله قلوبنا وقلوب عائلتك وكل من عرفك

ناصيف سقلاوي

صور في ١٩ كانون ٢ ٢٠٢٣

المرحوم إبراهيم سليم جاماتي (توفي في 19-1-2023 ويوارى الثرى في مدافن العائلة في صور 
في 20-1-2023 الساعة الثالثة عصرأً.)

 

Leave A Reply